محفظتي مثقوبة

محفظتي مثقوبة...خاطرة رمضانية

محفظتي مثقوبة A3c38cda478262988dca31309804876f

</B>دعوة للفطور
قالت لي شاكية : كنا ستة نسوة، ولكن
المدعوين كانوا ستين. أي أن تطعم كل منا عشرة، ليسوا مساكين !
فقلت مواسية : من فطر صائماً فله أجر
الصائم.. فقالت : لا اعتراض على دعوات الإفطار، ففيها ما فيها من النعم
والفوائد، لكن الاعتراض على كثرة أصناف الإفطار، وهدر رمضان في إعدادها، من
لي بسيدنا موسى، ليتني كنت هناك لأقول له : إنا نصبر على طعام واحد !
محفظتي مثقوبة !
محفظة نقودي هذه مثقوبة، وإلا فأين ذهب
المال ! .. وضعت فيها مالاً يكفي في العادة لشهر كامل، فأين هو الآن ! ..
حسناً .. سكر، فواكه، دقيق، أرز، عدس، فول، لحوم، خضر، سلطات، معجنات،
معلبات، مبردات، أشياء لاأعرفها، أشياء لا أشتريها في العادة، حلويات،
أواني، .. نعم .. ليست مثقوبة، ولكنني تعودت أن أسرف في المال هكذا تحت اسم
رمضان !
رمضان والمفاجآت
ويأتي رمضان كعادته حبيباً طيباً مطيباً،
وتأتي مفاجآته معه، فرمضان هو هو لم يتغير، ولكنه يأتي كل عام في حلة
قشيبة، زاهية، ملأى بالدروس والمحاضرات والصلوات والتلاوات، والعجيب أن
ورثة الأنبياء هم هم لم يتغيروا، والموضوع هوهو لم يتغير، من بداية الآية
الكريمة الحبيبة المحببة : {يأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب
على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}، ومروراً بالحديث الشريف : جاء عند الإمام
أحمد والنسائي بسند صحيح، أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول للصحابة
في أول رمضان: {أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه
تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب الجحيم، وتغل مردة الشياطين، فيه ليلة هي
خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم }
و روى الترمذي وصححه الألباني رحمه الله
أنه صلى الله عليه وسلم "قال: إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ
رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ
أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ
الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ
الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ
مِنَ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ "
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏" ‏
رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم ‏ ‏انسلخ ‏ ‏قبل أن يغفر له " رواه مسلم.
ثم الترغيب في القيام، والإنفاق، والبر،
والصلة .. ومع مرور ألف وأربعمائة وثمانية وعشرين عاماً على فرضه .. فالخير
لا يزال بين يديه، وحواليه .. انظر إلى هذه الدروس المتفننة كل عام، وهذه
الخطب ، والمحاضرات والندوات، كلها عن رمضان، وكل واحد منها هو في نفسه
جديد، مختلف عن السنين الماضية، فلله در رمضان ونفحاته ..
اللهم بلغنا رمضان أعواماً عديدة، وأزمنة
مديدة، ونحن في خير منك وعافية.

محفظتي مثقوبة Star3